من المتعارف عليه أن الزمان والحياة يتغيران ويتبدلان ومن المستحيل أن يسيران على نمط واحد ففي بعض الأحيان يتغيران إلى الأحسن والعكس صحيح في أحيان أخرى، والإنسان العاقل هو من يحاول التكيف مع ظروف الحياة حلوها ومرها ويحاول قدر المستطاع أن يتدبر أموره بواقعية كاملة وبالتخطيط الصحيح وعدم الركون والاستسلام.
أردت من هذه المقدمة الدخول إلى موضوع ما يحاول أن يعبر عنه البعض في وقتنا الحاضر من أن الحياة أصبحت صعبة بسبب بعض التغييرات والتشريعات التي تم إقرارها في النواحي الاقتصادية والإجراءات المالية لتنويع مصادر الدخل والتي سيكون بها بإذن الله تأثير واضح وإيجابي على مستقبلنا الاقتصادي وبما يحقق رؤية 2030 م.
ففي وقتنا الحاضر ترى الهموم على البعض وبمحاولة التخفيف عنه بسؤاله عن أوضاعه يبدأ بسرد الكثير من القضايا والمتغيرات وبمجرد نقاشه عما قام وحاول به للتغلب على هذه المصاعب يفاجئك بالقول (إن الحياة أصبحت صعبة)، وهذه كلمة يرددها المحطمون والكسالى الذين ينظرون للحياة حولهم بسلبية وعدم التغلب على الصعوبات والنظر إلى الحياة بتفاؤل، فهل الحياة صعبة أم نحن من يصعبها علينا؟ وإلى متى نقول ظروف الحياة صعبة، هل هو بسبب أننا ولدنا ونحن نبكي فيها فكيف نجعلها سهلة، كما أن الإحباط واختلاق الأعذار لن يحل المشكلات بل إن استخدام البعض لهذه العبارة وترديدها هو من أجل عدم بذل أي جهد أو محاولة لحل الصعوبات التي تقف في وجهه ومن باب الاتكالية وإحالة أي جانب من جوانب الفشل ووضعه على ظروف الحياة المعاصرة. والجميع يتفق أن هناك بعض الصعوبات والمتغيرات في وقتنا الحاضر تحت ظل بعض التشريعات، ولكن نحن وحدنا من يستطيع أن يتحكم بها ويتعايش معها فبقوة إيماننا وعقلنا الحكيم نجعلها سهلة بإذن الله.
فالاتكالية ومحاولة إيجاد الأعذار والمبررات لن تعفي الشخص من تسديد ما عليه من فواتير للخدمات ورسوم وغيرها وتسديد مشترياته، إن الشخص الناجح المثابر هو من يقوم بالتخطيط لجميع أموره بصفة عامة والاقتصادية بصفة خاصة ويضع الحلول والخطط لبعض المعوقات ويثابر على حلها، ولو حاول أحدنا التدقيق على بعض المصروفات لوجد أننا نصرف على الكثير من الأشياء الثانوية الاستهلاكية وغير الضرورية وبعض الظواهر الاجتماعية بالمبالغ الكبيرة، فالإنسان يستطيع توفير الكثير من المبالغ لو حاول تغيير لبعض العادات من إقامة الولائم والبذخ عليها والسفريات المتعددة والإفراط في الذهاب إلى الأسواق وفي الترشيد في استخدام الماء والكهرباء فعن طريق التخطيط يتم وضع الأهداف والأولويات لمتطلبات الحياة العامة وفق مستوى دخله.
إذاً وفي الحقيقة الحياة ليست صعبة ولكننا من نقوم بذلك للتراخي والتقاعس فالصعوبة تكمن في القلوب والعقول التي أصبحت ترى الحياة مظلمة والبعيدة عن التخطيط لجميع أمور الحياة العامة والخاصة ولكن الكيّس من يعرف كيف يتأقلم معها بعمل الأسباب وبذل الجهد.