رؤيـة تستشرف المستقبل
رؤية المملكة 2030 ...والمواطن واستشراف للمستقبل محمد بن سعد آل صالح
تم الإعلان عن الرؤيا المستقبلية للمملكة والتي تعتبر رؤية إستراتيجية مستقبليه نحو استشراف المستقبل والتخطيط له وذلك بأعداد بلادنا إلى ما بعد مرحلة النقط .
وقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين _ حفظه الله _ في جلسة مجلس الوزراء والتي قال فيها ( لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق قوانيننا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تميزت به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه ) لتوضح النظرة الثاقبة للقيادة الحكيمة بأهمية وضرورة التغيير للأفضل واستشراف المستقبل في ضوء خطط واليات واضحة ترصد الخطوات وتستفيد من الإمكانيات والقدرات ومواطن القوة المتوفرة .
وجاء إعلان الرؤية وتوضيحات مهندسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد لتؤكد الفكر النير لهذا الشاب والنظرة الثاقبة ولا أدل على ذلك من خلال كلامه الواضح والبعيد عن التكلف وشفافيته الكبيرة تجاه العديد من القضايا والأمور وهو ما انعكس بالتالي إيجابا على الراحة التامة لجميع المواطنين .
وبما أن بلادنا تتميز بالعديد من مصادر القوة من خلال توفر الإمكانيات والثروات والبعد الحضاري والثقافي والموقع الاستراتيجي ( كما أوضح ذلك سمو ولي ولي العهد ) فلابد لنا من الاستفادة من هذه المصادر في ضوء نظرة مستقبلية لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه .
أن المتمعن في هذه الرؤيا يلاحظ أنها رؤيا تنموية شاملة لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة وتحقيق نقلة نوعية لما بعد النفط بتحقيق أسس التنمية المستدامة ,
فهي رؤيا شاملة وان ركزت في مدخلاتها الرئيسة على النواحي الاقتصادية من إعادة هيكلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل وخصخصة ارامكو السعودية وإنشاء الصندوق السيادي إضافة الى تنويع مصادر الدخل , ومن أهم عناصر هذه الرؤيا برنامج التحول الوطني والذي سيعلن قريباً والذي يعول الكثيرين عليه نحو التحول لمستقبل مشرق .
ان المتأمل لواقعنا خلال الحقول الماضية يلاحظ أننا بمراحل من الطفرات الاقتصادية والمداخل الكبيرة من خلال البترول والتي تم الاستفادة منها في مشاريع تنموية كبيرة ولكننا كنا بعيدين بعض الشيء عن التفكير لما بعد النفط ونضوبه بل ان البعض منا كان يحارب مثل هذه الفكرة .
وان المتأمل من حولنا يلاحظ ان هناك دول قفزت خطوات اقتصادية كبيرة على الرغم من عدم تملكهم الإمكانيات التي لدينا فمثلاً دول النمور الأسيوية كانت مداخيل الفرد من خلفنا ولكن مع التخطيط والدراسة واستشراف المستقبل ومحاربة الفساد تحولوا إلى قوة اقتصادية عظمى فمثلاً فدخل الفرد الكوري كان (740 ) دولاراً ووصل الى ( 25710 ) خلال أربعة عقود متضاعفاً 34 مرة بينما كان دخل الفرد لدينا ( 12500 ) ووصل ألان إلى ( 24530 ) متضاعفاً مرتين فقط وكذا الحال بدول مثل سنغافورة وتايوان والتي تطورت مداخيل الفرد وزاد نموها الاقتصادي .
أن المتمعن في هذه الرؤيا يلاحظ انها جاءت من فكر ثاقب وطموح جعل تركيزه مصلحة المواطن والارتقاء بمستواه المعيشي مع إرساء قواعد الاستمرارية المستقبلية للتنمية ذات البعد الشامل لبناء وطن حديث ومواطن منتج من حلال تنويع مصادر الدخل والخروج من بوتقة الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد .
وهذه الرؤيا المستقبلية والتي أصبحت اليوم مشروعاً وطنياً وملتزمة الحكومة بتنفيذها وفق برامج محددة سيتم الإعلان عنها لاحقاً مع الإمعان بان هناك علاقة وثيقة بين الرؤيا والبرامج والاذرعة التنفيذية فإطلاق الرؤيا لا تعني ضمان تحقيق أهدافها ما لم تتوفر البرامج المحققة لها والأجهزة التنفيذية والرقابية وغيرها وهذه ان شاء الله لن تكون غائبة عن القائمين على هذه وهذا ما أو وضحه سمو ولي ولي العهد . وهذه الرؤيا لن يكون لها تأثير سلبي على الخدمات المقدمة للمواطنين وستتكفل الدولة بتأمينها .
أننا مقبلون بأذن الله على عصر جديد يتطلب من الجميع كل في مجال عمله ان يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه من التآزر مع القيادة الحكيمة والثقة بها لتحقيق ما تصبوا إلية من استشراف للمستقبل والتخطيط لغد أفضل وللحاق بالدول التي سبقتنا كذلك بتطوير القدرات والمهارات من اجل خلق مواطن وعنصراً منتجاً يساهم في عجلة النمو والتطور . قال تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)