1437-09-03

 

سعودة العمالة الزراعية.. إلى أين؟

محمد بن سعد آل صالح

يعتبر المجال الزراعي من المجالات المهمة في العديد من دول العالم لما يمثله من أهمية اقتصادية وإستراتيجية بتوفير العديد من المنتجات الغذائية إضافة إلى المساهمة في الاقتصاد الوطني، وفي مجتمعنا مر هذا المجال بالعديد من المراحل بدء من مراحله الأولى الضعيفة ثم بنشاطه وبروزه بعد الدعم السخي من الحكومة أسوة بالقطاعات الأخرى وأعقب ذلك ظهور الشركات الزراعية الكبرى وتطورها من حيث استخدام الطرق ألحديثه لإنتاج العديد من المحاصيل وإنتاج الدواجن وغيرها.

ولكن المجال الزراعي وفي وقتنا الحاضر وخصوصاً المزارع الفرد يواجه ظروفاً صعبة من حيث ارتفاع قيمة الآلات الزراعية والمحروقات وفواتير الكهرباء والبذور والمواد الكيماوية، ومن ثم هناك صعوبة توفير الأيدي العاملة والذي تمثل عقبة كبيرة، فالمزارع يضطر إلى التقدّم لوزارة البيئة والمياه والزراعة أولاً لطب الاستقدام والتي تحيلها بدورها إلى المديرية الزراعية ثم المندوبية ويخرج مهندسون زراعيون للوقوف على المزرعة وبعد أن يخرج التقرير ويحدد العدد المطلوب يفاجأ المزارع بأن مكتب العمل لا يأخذ بذلك بتاتاً بل أنه يطلب من المزارع سجل تجاري والاشتراك في التأمينات الاجتماعية وهذه إن كانت صعبة حيث أن المزارع لا يمارس أنشطة تجارية فالأصعب منها أن يطلب منه سعوده فأين يجد العامل السعودي الذي يعمل في هذا المجال، والجميع يقدّر لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية جهودها في عملية ألسعوده ولكن هناك بعض المهن والتي لا يمكن سعودتها إذ أن السعوده تعني إفساح المجال للمواطن للعمل عن طريق إزاحة من ينافسه عليه ولكن العمل في المجال الزراعي ليس مرغوب من السعوديين أسوة ببعض المهن الحرفية الأخرى والمزارع الفرد ليس لديه مكاتب وغيرها من اجل توظيف سعوديين بل هو يقوم بحرث أرضه وإنتاج بعض المحاصيل وبيعها مباشرة.

لذا فان المؤمل, في ظل برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 والتي توجه إلى دعم الأنشطة الاقتصادية, من الجهات المختصة والمتمثلة بوزارة البيئة والمياه والزراعة ووزارة العمل التنسيق والعمل على ضرورة إيجاد الحلول لمثل ذلك باستثناء المزارعين الأفراد من تلك الشروط والعقبات خصوصاً أن العامل المستقدم للعمل في ألزراعه لن يستطيع العمل في مهنة أخرى ولدى غير كفيلة في ضوء الضوابط والحملات الحالية، كما يجب على وزارة الزراعة وهي الجهة المعنية ضرورة التدخل سريعاً بدعم المزارعين وإنقاذ مهنة الزراعة المهمة وإلا فنحن وللأسف على مشارف فترة شح في العديد من المنتجات الزراعية وكساد في هذا المجال المهم والحيوي والذي بداء التأثر فيه حالياً واضحاً وجلياً.

 

www.alriyadh.com/1509622

المقالات

التقويم

لتصلك أخبار الأسرة اشترك معنا