المرحلة الجامعية وأهمية التخطيط لها
محمد بن سعد آل صالح
تعتبر المرحلة الجامعية من الأمور المهمة في حياة النشء لما في ذلك من التأثير على مستقبلهم وحياتهم لذا فان الاهتمام بها والتخطيط لها بعناية تامة سيكون له التأثير الكبير بإذن الله على مستقبلهم وسيفتح الطريق أمامهم فإن التخطيط من الأمور المهمة في الحياة فإذا قام هذا الإنسان بالتخطيط لحياته فإنه يستطيع بعون الله تحقيق الأهداف التي يأمل الوصول لها إذ تعتبر الأهداف الركيزة الأولى للتخطيط للمستقبل.
ففي نهاية كل عام نجد أن هذا الموضوع يشغل بال اغلب الأسر ويصبح شغلهم الشاغل فالملاحظ أن الكثير من أبنائنا وبناتنا ينهون المرحلة الثانوية وليس لديهم خطط واضحة للالتحاق بالتخصص الجامعي.
لذا فمن المهم مساعدة هؤلاء وقبل مدة وذلك بتحديد الجامعة والتخصص مع ترك الاختيار النهائي لهم، وذلك بإيضاح الجامعات التي يمكن الالتحاق بها في المنطقة والتخصصات الموجودة في هذه الجامعات, وشروط ومتطلبات تلك الأقسام والنسب التي تخولهم الالتحاق بها والمميزات المستقبلية في تلك الأقسام, والعمل على اكتشاف مدى ميول هؤلاء الطلاب والطالبات ورغباتهم وإمكاناتهم و ذلك من خلال الجلوس معهم ومناقشتهم. مع الاستعانة ببعض المختصين وأصحاب الخبرة واستقاء المعلومات من مصادرها من الجامعات وتوفيرها لهؤلاء للاطلاع عليها. ومحاولة التنسيق للقيام بزيارة ميدانية للجامعات قبل الالتحاق بها.
كما ان الملاحظ أن هناك بعض القصور من بعض المدارس الثانوية حيال توجيه هؤلاء الطلاب والطالبات والذين امضوا فترة طويلة في هذه المدارس لتحديد بعض الرغبات والتخصصات بناء على أهداف وميول كل طالب وطالبة ووفق إمكاناتهم وإعطائهم فكرة عن التخصصات الموجودة في الجامعات وتناسبها مع رغباتهم. كما أن الجامعات يطولها بعض القصور في عدم التواصل مع طلاب المرحلة الثانوية عبر وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة المتاحة.
وتبرز مسألة مهمة وهي أن سوق العمل قد تغير في وقتنا الحاضر فلم تعد الشهادة الجامعية كافية للحصول على وظيفة في ظل اكتفاء القطاع الحكومي إذ أصبح القطاع الخاص هو الوجهة الرئيسة للحصول على وظيفة فالشهادة لم تعد مطلبا فقط لكنها أصبحت وسيلة مساعدة وهذا مما يستوجب العناية باختيار التخصص والمواد والتي تساعد على الالتحاق بالقطاع الخاص والذي يتطلب بعض الشروط.
وفي هذا المجال يمكن لنا أن نتساءل هل يتم منح الفرصة الكاملة للابن أو البنت بتحديد التخصص بمفردهم فالملاحظ بأن بعض الطلبة والطالبات اختاروا تخصصهم بناء على رغبة والديهم دون نقاش أو معارضة وكان هذا من الأسباب في فشلهم، إن الرأي الأمثل في هذا هو أن يتم مناقشة الطالب والطالبة من قبل الوالدين والجلوس معهم وتفهّم رغباتهم وأهدافهم في الدراسة الجامعية ومناقشتهم وإعطاء الرأي لهم ونصحهم ولكن يبقى الخيار الأول والأخير لهم.
إن المطلوب من أبنائنا عدم الانسياق وراء الأفكار التي تحاول ثني البعض من الالتحاق بالجامعة إذا لم تتحقق رغباتهم فالجامعات لا يمكن أن تحقق جميع الرغبات لجميع التخصصات، كما ان التعلق والتمسك بفكرة أن الحصول على الشهادة الجامعية ضمان للحصول على وظيفة في القطاع الحكومي أصبح صعبا ومن الماضي في ظل التوجهات الجديدة بالتحول إلى القطاع الخاص وتخصيص الكثير من الخدمات الحكومية.
تحميل الملفالمقالات