1437-11-24

 

ليـس لـدي وقت .. كيـف!

محمد بن سعد آل صالح

رأيت من واقع الحياة الحالية للبعض منا انه في استعجال من أمره وكذلك جيل الشباب حينما تحدثه أو تحاول أن تدخل معه في نقاش أو تستفسر منه يقول لك بالحرف الواحد (أنا مستعجل وليس لدي وقت) إن هذه الجملة قد تعني لذلك الشخص ان الناس الآخرين لديهم وقت أطول من الساعات اليومية أولا يعرف بان جميع الناس وعلى اختلاف فروقهم (الكبير والصغير، الغني والفقير) يمتلك كل منهم 24 ساعة يومياً للعمل والنشاط والراحة ويتوقف الفرق هنا بين هؤلاء الناس على تخطيط كل منهم لإدارته لهذه الساعات.

إنك لو دققت في حال هذا الشخص لرأيت العجب العجاب في عملية تنظيمه لوقته فهو بعيد كل البعد عن ذلك في عملية استغلال الوقت بفعالية فهو يعتقد بان ذلك شيء تافه لا وزن له ويحاول الهروب من ذلك بعدة أعذار واهية من ان لديه عائلة كبيرة وانه يوصل أولاده للمدارس وعمله بعيد إلى غير ذلك ولكن هذا الشخص نسي ان الغالبية من الناس مثله ولكن الفرق في علمية تنظيم الوقت, إن هناك البعض من بيننا من يردد أنني أحاول أن أنظم وقتي ولكن الآخرين لا يسمحون لي بذلك أو القول بأنني قد أفقد بتنظيمي لوقتي عفويتي وأصبح كالآلة.

وهذا غير صحيح فإنه من السهل إلقاء اللوم على الآخرين أو على الظروف ولكن الحقيقة ان الشخص هو المسؤول الوحيد عن وقته وتمضيته.

لذا تجد مثل هذا الشخص في قلق وتوتر دائم واستعجال في جميع أموره كلها ومحاولة تنفيذ الطلبات والرغبات في أسرع وقت، ولو جلست معه وناقشته بهدوء حول وقته وكيف يقضيه لرايته مثلاً يستيقظ الصباح للعمل متأخراً وهذا يسبب له القلق فلو حاول الاستيقاظ مبكراً لوجد الوقت الكافي لتناول فطوره ثم الذهاب بنفس ايجابية ، كذلك عند ارتباطه بمواعيده تجده يتأخر إلى آخر الوقت وفي حال تلبية طلباته واحتياجاته تجده بعيد كل البعد عن عملية التنظيم والتخطيط المطلوب بل انك ستكتشف أن هناك أوقاتا كثيرة مهدرة بدون فائدة تعود على هذا الشخص, ومما يحز أن عملية الاستعجال تورث الكثير من المشاكل كالقلق والمشاكل الصحية إضافة إلى ارتكاب الحوادث وغيرها بل أنها وصلت إلى عملية قتل لأحد عمال تلبية الطلبات في احد المطاعم بإحدى المحافظات وكل ذلك بسبب الاستعجال وعدم تنظيم الوقت.

كما أن هناك من يستمر على نمط واحد في عملية تمضيته لوقته دون تطوير أو بحث عن حلول لعملية تنفيذ طلباته وهذا يذكرنا بقصة تحكى أن هناك حطاباً كان يحاول قطع شجرة ولكن فأسه لم يكن حاداً ومر عليه صديق له وقال له لماذا لم تحد فأسك؟ قال الحطاب وهو مستمر في عمله ألا ترى أنني مشغول في عملي ومجتهد، فمن يقول بأنه مشغول ولا وقت لديه فهذا شأنه كشأن الحطاب في القصة! إن حد الفأس سيساعده في قطع الشجرة بشكل أسرع والانتقال إلى شجرة أخرى، وكذلك تنظيم الوقت سيساعدك على إتمام عملك وتحقيق رغباتك بشكل أسرع وبمجهود أقل وسيتيح لك اغتنام فرص وأوقات لم تكن تخطر ببالك.

إن من يقول ليس لدي وقت يذكرني بمن يقول (الحياة صعبة) فكلاهما غير واقعيين أبدا, وان كانت ظروف الحياة الحالية وتسارعها قد يكون لها تأثير بتسرع البعض ومحاولة تحقيق الرغبات بعجلة والتحجج بعدم وجود وقت وهذا ليس صحيحاً أبداً, فتنظيم الوقت سيعود بالعديد من الفوائد من أهمها الشعور بالتحسن بشكل عام على صحتك وفي حياتك عامة وقضاء طلباتك بشكل منظم وحسب رغبتك بصورة أفضل بعيداً عن العجلة.

واختتم بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وعَنْ شَبَابِهِ، فِيمَ أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ، مِنْ أَيْنَ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟).

والله من وراء القصد،،

www.alriyadh.com/1528980

تحميل الملف
المقالات

التقويم

لتصلك أخبار الأسرة اشترك معنا