اليوم الوطني.. رؤية جديدة واستشراف للمستقبل
حلت قبل أيام علينا في المملكة مع إطلالة برج الميزان والذي يصادف هذا العام الواحد والعشرين من ذي الحجة الذكرى السادسة والثمانون ليومنا الوطني يوم أعلن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه إتمام توحيد جميع أجزاء هذا الوطن وإعلان اسم المملكة العربية السعودية عليها.
إن حلول هذا اليوم يعيد الى الأذهان ما قام به الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله هو ورجاله من جهد من أجل توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف بعدما كانت قبائل متناحرة تعيش على قانون الحروب والسلب والنهب والفرقة والتناحر، حيث قرر الملك المؤسس أن يحول تلك الكيانات المتعددة والقبائل المتناحرة الى دولة حديثة تأخذ بجميع الوسائل والطرق إلى التطور والرقي مع الالتزام الكامل بالقيم الإسلامية والتقاليد العربية وعدم المساس بها حيث ان هذه الدولة قامت على أساس متين من العقيدة الإسلامية واتخذت من القرآن والسنة النبوية دستوراً ومنهجاً لها.
وقد قام المؤسس بلم شتات الكيانات والقبائل والمدن. وكان رحمه الله مدرسة في كل شيء في الإدارة والسياسة وبعد النظر وهذا ما ساعده على حل جميع المشاكل وتجاوزها في ظل بيئة تعج بالمشاكل والتخلف والقبلية.
وقد حافظ المؤسس على هذا الكيان في ظل الظروف والأحداث العربية والعالمية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وقام بجهود جبارة من أجل عملية البناء والتأسيس من توطئة البادية ووضع الهيئات والهياكل الإدارية وإصدار الأنظمة والتشريعات ووضع القواعد الرئيسية للنهضة التعليمية وغيرها.
ومن ذلك التاريخ كانت مرحلة بناء بلادنا تمضي على نهج المبادئ والقيم الإسلامية والأخذ بالأساليب الحديثة في عملية البناء والنهضة ونبذ الفرقة والقبلية والطائفية، وواصل أبناؤه من بعده هذه المسيرة في عملية البناء والتطوير.
وفي هذا العهد الزاهر حيث يقود المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله– مواصلاً عملية البناء والتطوير مستشعراً المسؤولية الملقاة على عاتقه في الرقي بالمواطنين وتحقيق متطلبات الحياة العصرية لهم من توفير الخدمات للجميع وفي جميع المناطق مع الحفاظ على مكتسبات الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره في ظل ما يعصف ببعض الدول في المنطقة.
كما يقود خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله– نهضة تنموية حديثة شاملة من خلال إطلاق (رؤية المملكة 2030) وهي رؤية إستراتيجية مستقبلية نحو استشراف المستقبل والتخطيط له وذلك بإعداد بلادنا إلى ما بعد مرحلة النقط.
إن المتمعن في هذه الرؤيا يلاحظ أنها رؤية تنموية شاملة لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة وتحقيق نقلة نوعية لما بعد النفط بتحقيق أسس التنمية المستدامة, وأن هذه الرؤيا جاءت من فكر ثاقب وطموح تركيزه مصلحة المواطن والارتقاء بمستواه المعيشي مع إرساء قواعد الاستمرارية المستقبلية للتنمية ذات البعد الشامل لبناء وطن حديث ومواطن منتج من خلال تنويع مصادر الدخل والخروج من بوتقة الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد.
إن علينا كمواطنين في ذكرى اليوم الوطني أن نستشعر الجهود التي قام بها المؤسس ورجاله ونستشعر نعمة الأمن التي نعيشها وأهمية المحافظة عليها بنبذ الفرقة والعصبية والقبلية والطائفية التي قامت الدولة ومنذ تأسيسها بمحاربتها ونعمة الرخاء ورغد العيش التي ننعم بها والعدل والمساواة التي كانت أحد أساس قيام هذه الدولة، وأننا مقبلون بإذن الله على عصر جديد مشرق يتطلب من الجميع كل في مجال عمله أن يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه من التآزر مع القيادة الحكيمة والثقة بها لتحقيق ما تصبو إليه من استشراف للمستقبل والتخطيط لغد أفضل وأن تكون لنا وقفة بضرورة مشاركة كل مواطن في المحافظة على هذا الكيان والمساهمة في عملية البناء.
المقالات