رسوم الوافدين وتأثيرها
تبذل بلادنا جهود مختلفة من أجل سعوده العديد من القطاعات وإتاحة الفرصة للسعوديين من اجل الانخراط في سوق العمل وتحجيم دور العامل الأجنبي عن طريق سن العديد من الأنظمة والتعليمات كذلك تحاول الدولة في الفترة الأخيرة التخطيط لتنويع مصادر الدخل .
ولقد تم في الأسبوع الماضي تطبيق قانون فرض رسوم على المرافقين للعاملين في بلادنا واللذين يزيدون عن مليونان ، حيث تم فرض رسوم 100 ريال في الشهر على كل فرد بحيث تتضاعف إلى 300 ريال خلال عامين .
والملاحظ وللأسف انه تم تطبيقه مع موسم الإجازات وعلى كافة الخدمات من تجديد الإقامة والتأشيرات ونتج عنه ربكه وزحام شديد على مكاتب الجوازات ، فقد كنت في جوازات الرياض ورأيت العديد من الوافدين الذين لا يعرفون طرق حل لمشاكلهم حيث ان نظام ابشر أصبح عليه ضغط أكثر من اللازم مما يتطلب ضرورة مراجعة الجوازات إضافة إلى ان بعض البنوك لم تفعل هذه الخدمة حالياً ، وعلى الرغم مما يبذله العاملون في الجوازات من جهود كبيرة إلا أن الأعداد اكبر مما يتصوره أي شخص إضافة إلى مشاكل النظام ، وقد كان من الأولى تأجيل تطبيق الرسوم إلى ما بعد موسم الإجازات والتأكد من قدرة النظام وفاعليته لدى جميع البنوك كذلك تطبيقه تدريجياً فمثلاً البدء بالإقامات ثم التأشيرات ...
ولا خلاف بان تحصيل هذه الرسوم سيضيف دخلاً كبيراً من جهة ولكن من نواحي أخرى سينتج عنه العديد من السلبيات فالتاجر وصاحب العمل لن يجد أي صعوبة في نقل هذه الرسوم وإضافتها على التكلفة وفي هذا سيتحمل المستهلك هذه الزيادة ، وكذلك جانب آخر وهو ان العديد من هؤلاء الوافدين لن يكون بمقدورهم تحمل هذه الرسوم وان استطاع تحملها للسنة الأولى فلن يكون بمقدوره تحملها مستقبلاً وبالتالي سيكون هناك تقليص كبير في نفقات الوافد من سكن وخلافه ومن المعروف ان الأغلبية منهم يعيشون في مستويات ضعيفة فما بالك وقد تخلوا عن أسرهم وبالتالي سيجبرهم ذلك على العيش بمستوى اقل بالعيش كمجموعات وهذا سيقلص ما كان يتم إنفاقه في السوق المحلي باستئجار السكن لعائلاتهم وإنفاق الكثير من المبالغ على أسرهم - التي يضيف تواجدها الطمأنينة وزيادة الإنتاجية والحد من العديد من القضايا - إذ ستجدهم يحولون أجورهم إلى بلادهم وهذا سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد بزيادة المبالغ المحولة للخارج إضافة إلى تقليص وشح في الإنفاق داخله وسيخسر العديد من القطاعات أهمها سوق العقار . 
وفي النهاية ان تحصيل هذه الرسوم وان كان له جانب ايجابي فعليه العديد من السلبيات المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي لا تخفى على أي باحث .

محمد بن سعد بن صالح