تحل علينا في المملكة وذلك مع إطلالة برج الميزان والذي يصادف هذا العام الحادي عشر من شهر الله المحرم الذكرى السابعة والثمانون ليومنا الوطني يوم أعلن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه إتمام توحيد جميع أجزاء هذا الوطن وإعلان اسم المملكة العربية السعودية عليها.

إن حلول هذا اليوم يعيد إلى الأذهان ما قام به الملك المؤسس - طيب الله ثراه - هو ورجاله من جهد من أجل توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف بعدما كانت قبائل متناحرة تعيش على قانون الحروب والسلب والنهب والفرقة والتناحر، حيث قرر الملك المؤسس أن يحول تلك الكيانات المتعددة والقبائل المتناحرة الى دولة حديثة تأخذ بجميع الوسائل والطرق إلى التطور والرقي مع الالتزام الكامل بالقيم الإسلامية والتقاليد العربية وعدم المساس بها حيث أن هذه الدولة قامت على أساس متين من العقيدة الإسلامية واتخذت من القرآن والسنة النبوية دستوراً ومنهجاً لها.

وكان رحمه الله مدرسة في كل شيء في الإدارة والسياسة وبعد النظر وهذا مما أعانه وساعده على حل جميع المشاكل وتجاوزها في ظل بيئة تعج بالمشاكل والتخلف والقبلية، وقد حافظ المؤسس على هذا الكيان في ظل الظروف والأحداث العربية والعالمية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وقام بجهود جبارة من أجل عملية البناء والتأسيس من توطين البادية ووضع الهيئات والهياكل الإدارية وإصدار الأنظمة والتشريعات ووضع القواعد الرئيسية للنهضة التعليمية وغيرها.

ومن ذلك التاريخ كانت مرحلة بناء المملكة العربية السعودية تمضي على نهج المبادئ والقيم الإسلامية والأخذ بالأساليب الحديثة في عملية البناء والنهضة ونبذ الفرقة والقبلية والطائفية، وواصل أبناؤه من بعده هذه المسيرة في عملية البناء والتطوير.

وفي هذا العهد الزاهر حيث يقود المسيرة خادم الحرمين الشريفين مواصلاً عملية البناء والتطوير مستشعراً المسؤولية الملقاة على عاتقه في الرقي بالمواطنين وتحقيق متطلبات الحياة العصرية لهم من توفير الخدمات للجميع وفي جميع المناطق مع الحفاظ على مكتسبات الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره في ظل ما يعصف ببعض الدول في المنطقة.

كما يقود خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – نهضة تنموية حديثة شاملة من خلال إطلاق (رؤية المملكة 2030) حيث تم الإعلان عن الرؤية المستقبلية للمملكة والتي تعتبر رؤية إستراتيجية مستقبليه نحو استشراف للمستقبل.

إن المتمعن في هذه الرؤية يلاحظ أنها رؤية تنموية شاملة لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة وتحقيق نقلة نوعية لما بعد النفط بتحقيق أسس التنمية المستدامة, وأن هذه الرؤية جاءت من فكر ثاقب وطموح تركيزه مصلحة المواطن والارتقاء بمستواه المعيشي مع إرساء قواعد الاستمرارية المستقبلية للتنمية ذات البعد الشامل لبناء وطن حديث ومواطن منتج من خلال تنويع مصادر الدخل والخروج من بوتقة الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد.

إن علينا كمواطنين أن نستشعر نعمة الأمن التي نعيشها وأهمية المحافظة عليها بنبذ الفرقة والعصبية والقبلية والطائفية، وأننا مقبلون بإذن الله على عصر جديد مشرق يتطلب من الجميع كل في مجال عمله أن يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه. ولقد أثبتت الإحداث الأخيرة ولله الحمد وقوف جميع المواطنين صفاً واحداً مع قيادتنا بالثقة في جميع الخطوات والسياسات التي تم اتخاذها وكذلك دحر الدعوات المغرضة التي تحاول النيل من اللحمة الوطنية وزعزعة أمن بلادنا؛ فأمن بلادنا ووحدتنا خط أحمر ولن يسمح لكائن من كان بالنيل منه.

www.alriyadh.com/1625319