فاصلة:
"من السهل تجنب الرمح ولكن ليس السيف المخبوء"
-
حكمة صينية -
المشهد مثير ومؤلم، زوجة تجد زوجها مصادفة مع امرأة أخرى في متنزه عائلي وحين تسأل عن صفتها يخبرها الزوج أنها زوجته وقد تزوجها منذ عام، فتسقط الزوجة الأولى مغشياً عليها.
هذا ليس مشهداً تمثيلياً معروضاً على شاشة التلفاز، بل هومشهد حقيقي حدث في أحد متنزهاتنا العائلية ونشرت الخبر إحدى صحفنا المحلية.
برأيي ورغم شرعية ما فعله الزوج بالزواج من أخرى إلا أنني اعتبر إخفاءه الخبر خيانة لا تغتفر.
عام كامل وهو متزوج وزوجته الأولى لا تعرف!!
برأيكم كم هي عدد المرات التي كذب فيها على الزوجة الأولى فيما يتعلق بغيابه مثلاً؟
منذ عامين تقريباً كشف مدير إدارة الخدمات الاجتماعية بمشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج الأستاذ عبدالإله الصالح أن أكثر المتصلين على هاتف الاستشارات بمشروع ابن باز هم النساء وتقدر بنسبة 80% من المتصلين وتأتي مشكلة الخيانات الزوجية في المرتبة الأولى من قائمة الشكاوى.
الحقيقة أن إخفاء الزوج خبر زواجه الثاني في رأيي خيانة لأن الزوجة مهما كانت أخطاؤها لا تستحق الغدر وما دام الشرع قد أحل له التعدد فلماذا لا يكون بحجم مسؤولية التعدد ويعلن زواجه الثاني؟
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: ألا هذه غدرة فلان بن فلان" رواه الإمام مالك بإسناد صحيح.
ربما يفكر البعض أن الزوج إذا اخبر الزوجة الأولى يفتح باباً للمشاكل والمشاجرات فالإخفاء أفضل.
لكن الواقع أنه بالإخفاء يفتح جرحاً لا يندمل في قلب زوجته الأولى فليس أصعب على المرأة من إحساسها بالخديعة والشعور بالاستغفال.
ومع ذلك فالمشهد التالي لن يكون في صالح الزوجة الأولى لأن زواجه بأخرى مجتمعياً ليس مبرراً كافياً لطلبها الطلاق مثلاً أو حتى التفكير في عقاب الزوج أو تأديبه فكيف يعاقب أو يؤدب رجلاً لم يفعل شيئاً سوى ما احل الله له!!
أما المرأة التي نقلت إلى المستشفى مغمياً عليها فليس أمامها سوى الرضوخ للأمر الواقع وتقبله دون التعبير عن غضبها.
الأزواج يخونون والنساء لدينا ما بين صامتات أو شاكيات بلا منصف حيث لا يستنكرن وقوع العنف عليهن نظراً لسيطرة بعض الآراء البالية الموروثة على أفكارهن مثل ظل رجل ولا ظل حيطة.
خيانة الزوج لزوجته من خلال الغدر والكذب وعدم التقدير برأيي نوع من العنف وقد أثبتت الدراسات أنه كلما رضخت الزوجة ازداد الزوج في عنفه.. لذلك على المرأة وهي تحافظ على مملكتها ألا تقبل بالعنف أبداً.
العنف ليس بالضرورة كما هي ملموسة آثاره.. يكفي أن تشعر المرأة أنها لا تستطيع التعبير عن رأيها.. عن ألمها بحرية لتكون ضمن ضحايا العنف.
nahed@alriyadh.com
تحميل الملفالمقالات