تواجه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه الأيام حملة تعسفية من بعض الجهات. أصوات تنتقد، وأصوات تتهم، وأخرى تنتقص.. ولكن كانت الصدمة والمفاجئة لهم جاءت من أحد رجالات الدولة الكبار، والمسؤول الأول في وزارة الداخلية (صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز)، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن هذا الجهاز باق ما بقيت الدولة، لقد جاءت إجابته (صفعة) مؤلمة لكل من كان ضد هذا الجهاز المبارك، الذي ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن معظم الجرائم الأخلاقية تم ضبطها من قِبل رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فرجال الحسبة، هم الذين يكافحون الفساد، ويعملون مع إخوانهم رجال الأمن على حماية هذه البلاد بكلتا أيديهم وبقلوبهم أولاً، فسهروا الأيام والليالي من أجل حماية الأعراض والدين، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! تقول الدكتورة نورة السعد: (ولا يُخفى على جاهل أن الهدي القرآني يلزم بهذا الأمر ولا يتركه خياراً للأمة.. فالآية الكريمة تنص على: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، فهل الأمر الرباني قابل للتفاوض ولمتغيرات العصر كما ينادي البعض ممن ينساق إلى تبعية الغرب؟) انتهى. ولاشك أن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دوراً عظيماً في إصلاح المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره، فرجال الحسبة يحمون أعراض المسلمين ويحافظون على عقائدهم، ويكشفون فساد من لا خلاق لهم ممن يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا. لذلك تعتبر الهيئة كابوساً مرعباً للسحرة أخوف من أي جهاز أمني آخر، وقد قبضت الهيئة على أعداد غير قليلة من السحرة، وكف الله بهم شراً كثيراً، إلى ذلك فإن الهيئة تسعى لمنع أي محذورات دينية، ومن ذلك الإفطار في نهار رمضان، والمجاهرة بترك الصلاة، والمنكرات مثل الخلوات المحرمة، والمعاكسة، والاختلاط، والدعارة، والشذوذ الجنسي، والمخدرات، والخمور، وغير ذلك، قياماً بما أوجب الله، وتنفيذاً لتوجيهات ولاة الأمر في هذا الاتجاه. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. اسم يبعث على الأمن والطمأنينة، جهاز له الفضل الكبير بعد الله في الكشف عن بؤر الفساد، نكن له ولرجاله كل المحبة والتقدير، ونتطلع من ولاة الأمر - وفقهم الله - دعم الهيئة مادياً ومعنوياً على جميع المستويات.
المصدر صحيفة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com/2007/20071221/is10.htm